
عودة السجال و السهام المتراشقة بين مؤيد و معارض من جديد حول منهج التربية الإسلامية للصف العاشر من خلال تصريحات أعضاء مجلس الأمة دعتني لقراءة منهج التربية الإسلامية لأحكم على هذا المنهج "المشكل". قرأته و ياليتني لم أقرأه ! فمن خلال قرائتي لهذا المنهج رأيت مدى ضعف الحكومة على الحد من أستحواذ و هيمنة الطائفيين و الدخلاء على المجتمع لوزارة التربية !

في هذا المنهج "البلوى" بالصفحة الـ 42 تم تصنيف الطواف حول القبور و الأضرحة و تقبيلها من الشرك الأكبر الظاهر ، و الشرك الأكبر كما هو معروف يحبط جميع أعمال صاحبه و يخلد في النار و يخرج من ملة الإسلام و يباح دمه و ماله ! هذه الفقرة كفَرت و أباحت دماء و أموال المواطنين المسلمين الشيعة الذين هم جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع الكويتي .. بل و أن هذا الفقرة أيضاً شملت المسلمين السنة الذين يتبعون مذهب الإمام الشافعي !
مفتي مصر الدكتور علي جمعة في صحيفة "المصري اليوم" في عددها الصادر الأربعاء 23/5/2007 أفتى بجواز تقبيل الأضرحة و التبرك بها ، و روي عن الإمام الشافعي أنه كان يقول "إنّي لأتبرَّكُ بأبي حنيفةَ وأجيءُ إلى قبرِهِ في كلّ يومٍ يعني زائرًا فإذا عَرَضَت لي حاجةٌ صلَّيتُ ركعتينِ وجئتُ إلى قبرِهِ وسألتُ الله تعالى الحاجةَ عندَهُ فما تَبعُدُ عني حتى تُقضَى" .
و بذلك فأن مسألة التكفير و إباحة الدم و المال شملت المسلمين الشيعة و السنة ، فالمطالبة بإلغاء هذه الفقرة واجب وطني لحفظ أمن الوطن من الفتن ، و واجب ديني لحماية المسلمين - الذين يعتقدون و يؤمنون بتقبيل القبور و الطواف حولها - من تكفيرهم و إباحة دمائهم و أموالهم ، و لأن المجتمعات الديمقراطية تحمي الأقليات .. على كل من يؤمن الديمقراطية بالمحافظة على شعور و معتقدات هذه الأقليات و المحافظة على أمنها من الأفكار و الأبواق الطائفية التكفيرية التي تدس سمومها في تربية و تعليم النشأ بمجتمعنا !
--------------------------------
ما تنفع ألي غرق .. الونة و الصيحة !